واعتصمت بالله أم موسى واسمها -أيارخا- وقيل -أياذخت- فلقد ألقى الله في خلدها وروعها أن تلقي بابنها في نهر النيل وألا تخافي ولا تخزني فإنه إن ذهب سيرده الله إليها وإن الله سيجعله نبيًا مرسلاً فكانت تصنع ما أمرت به، فأرسلته ذات يوم وذهلت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار فرعون فالتقطوه ليكون لهم عدوًا وحزنًا.

قال تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المُرْسَلِينَ (7) (?).

فرد الله إليها وليدها كما وعدها ربها: قال تعالى: فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) (?).

الموقف الخامس:

واعتصمت بالله أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك، تلك الحادثة التي زلزلت وطعنت في عرض رسول الله - صلي الله عليه وسلم - حتي قال لها النبي - صلي الله عليه وسلم - أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه، وحينئذ قلص دمعها وقالت: والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف قال: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.

ثم تحولت واضطجعت ونزل الوحي ساعته فسري عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها: يا عائشة أما والله فقد برأك فقالت أمها: قومي إليه فقالت عائشة -رضي الله عنها- والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله. (?).

لقد كانت حادثة الإفك محنة عظيمة على عائشة -رضي الله عنها- لكنها صبرت واعتصمت بربها ووكلت أمرها إليه فبرأها الله وطهرها ممن أرادوا الطعن في عرضها.

الموقف السادس:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015