وقالَ جرير:
لَمَّا أَتى خَبَرُ الزُّبيْر تَضعضعتْ ... سورُ المدينةِ والجبالُ الخُشَّعُ
فوصفها بالخشوع على ما وصفنا. وقالَ الطِّرِمّاح:
وأَخو الهُمومِ إِذا الهمومُ تَحَضَّرَتْ ... جِنْحَ الظلامِ وِسادُهُ لا يَرْقُدُ
وقالَ الطِّرِمّاح أَيْضاً:
وخَرْقٍ به البومُ رثي الصَّدا ... كما رَثَتِ الفاجِعَ النَّائِحَهْ
فخبّر عن الصَّدَى بالمرثية على جهة التشبيه. وقالَ الطِّرِمّاح أَيْضاً:
ولكِنِّي أَنُصُّ العيسَ يَدْمَى ... أَظَلاَّها وتركَعُ في الحُزونِ
وقالَ عَمْرو بن أَحمر:
خَلَدَ الحَبيبُ وبادَ حاضِرُهُ ... إِلاَّ منازلَ كُلُّها قَفْرُ
وَلَهَتْ عَلَيْها كُلُّ مُعْصِرَةٍ ... هَوْجاَء لَيْس لِلُبِّها زَبْرُ
خَرْقاء تَلْتَهِمُ الجِبالَ وأَجْ ... وازَ الفَلاةِ وبَطْنُها صِفرُ
وقالَ بعده:
وعرَفْتُ من شُرُفاتِ مَسْجِدِها ... حَجَرَيْنِ طالَ عَلَيْهِما الدَّهْرُ
بَكَيا الخَلاَء فقلت إذْ بَكَيا ... ما بَعْدَ مِثْل بُكاكُما صَبْرُ
فوصف بهذه الأَفاعيل من لا يفعلها فعل حقيقة؛ إنما