لم يكن للْبَائِع أَن يَأْخُذهُ بعد ذَلِك وَكَانَ ذَلِك إِذْنا فِي قَبضه على كل وَجه وَكَانَ مثل قَوْله قد أَذِنت لَك فِي قَبضه
أَلا ترى أَن العَبْد إِذا اشْتَرَاهُ ثمَّ أذن لَهُ فِي قَبضه قبل أَن يقبض مِنْهُ الثّمن فَقَبضهُ أَنه لَا يكون لَهُ أَن يردهُ فيمنعه حَتَّى يُعْطِيهِ الثّمن
وَالرَّهْن لَيْسَ كَذَلِك إِذا أذن لَهُ فِي قَبضه فَلهُ أَن يُعِيدهُ إِذا بدا لَهُ وَلَو كَانَ العَبْد رهنا فِي يَدي رجل فَأذن للرَّاهِن فِي قَبضه عَارِية مِنْهُ كَانَ جَائِزا وَكَانَ للْمُرْتَهن أَن يرجع فِي الرَّهْن حَتَّى يُعِيدهُ على حَاله
فَهَذَا فرق مَا بَين الرَّهْن وَالشِّرَاء فِي الزُّيُوف
12 - وَلَو كَانَ الرَّاهِن قبض العَبْد وَقد كَانَ الْمُرْتَهن انتقد الدَّرَاهِم وَكَانَ قَبضه إِيَّاه بِإِذن الْمُرْتَهن ثمَّ إِن الرَّاهِن بَاعَ العَبْد أَو وهبه وَقَبضه الْمَوْهُوب لَهُ أَو رَهنه وَقبض الْمُرْتَهن ثمَّ إِن الْمُرْتَهن الأول وجد الثّمن أَو بعضه على مَا وَصفنَا فَإِن جَمِيع مَا صنع الرَّاهِن من ذَلِك جَائِز لَا يرد مِنْهُ شَيْء