أحدث على نَفسه وَقع فِي خَطِيئَة (وَمن رأى) كَأَنَّهُ أحدث على فرَاشه مرض مَرضا طَويلا وَرُبمَا فَارق امْرَأَته (وَمن رأى) أَنه يَأْكُل غائطا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا حَرَامًا يكره أَخذه فيغلب عَلَيْهِ الطمع مَعَ ندامة وَرُبمَا يتَكَلَّم بِكَلَام فَاحش ويندم عَلَيْهِ وكل شَيْء يخرج من بطُون النَّاس وَالدَّوَاب من الأرواث فَإِنَّهُ مَال فَأَما مَا كَانَ يُؤْكَل لَحْمه فروثه مَال حَلَال وَمَا لَا يُؤْكَل لَحْمه فرؤيته مَال حرَام (وَمن رأى) أَنه تغوط حَيَوَانا فَإِن كَانَ مِمَّا يستحسن فَإِنَّهُ يُولد لَهُ اولاد جِيَاد فَمَا كَانَ مؤنثا دلّ على الْبِنْت وَمَا كَانَ مذكرا دلّ على الْوَلَد (وَإِن رأى) أَنه جلس على الروث فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا من قرَابَته وَرُبمَا كَانَ من جِهَة مِيرَاث. (وَقَالَ) دانيال عَلَيْهِ السَّلَام: رُؤْيا غَائِط الْإِنْسَان مَال حرَام وروث الْحَيَوَان على وَجْهَيْن: أما الْحَيَوَان الَّذِي يُؤْكَل لَحْمه فَمَال حَلَال من كسب أَو غنيمَة أَو اخراج جِزْيَة أَو أُجْرَة أَو صَدَقَة أَو مَا يجْرِي مجْراهَا أَو هبة وَأما الْحَيَوَان الَّذِي لَا يُؤْكَل لَحْمه سَوَاء كَانَ ذَا نَاب أَو مخلب فَمَال حرَام من جِهَة مظْلمَة (قَالَ جَابر المغربي) : من رأى أَنه تلوث بالغائط وَهُوَ فِي مَكَان مُرْتَفع فَإِنَّهُ حُصُول مَال وَإِن كَانَ بمَكَان يكره وَهُوَ أَسْفَل فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ مضرَّة من جِهَة الْوَالِي وَقَالَ بَعضهم: رُؤْيا الْغَائِط إِذا كَانَ على مَا يكره أَن يكون عَلَيْهِ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ هم وغم وَرُبمَا كَانَ أمرا يكره أَو مَا لَا يَنْبَغِي.
قَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه أحدث ريحًا فَإِن كَانَ عَلَيْهِ عهد أَو نذر أَو يَمِين فَإِنَّهُ ينْكث ذَلِك (وَمن رأى) أَنه أحدث ريحًا فِي فرَاشه مَعَ زَوجته فَإِنَّهُ يخرج بَينه وَبَينهَا كَلَام فَإِن كَانَ لَهُ صَوت كَانَ أقوى (وَقَالَ) أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه أحدث ريحًا فحصول هم وغم وَكَلَام فِيهِ ذلة وتسعير وَرُبمَا كَانَ ثَنَاء قبيحا وَإِن كَانَ بَين قوم فحصول خجل وفضيحة وَإِن رأى أَنه خرج مِنْهُ ريح بِصَوْت من غير عمد فرج عَنهُ وَربح وَإِن كَانَ عَن عمد وَله ريح دلّت الرُّؤْيَا على قَول قَبِيح (وَقَالَ) السالمي: من رأى أَنه أحدث ريحًا فَهُوَ فرج من هم (وَمن رأى) أَنه يشم رَائِحَة شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ ضِدّه وَقَالَ بعض المعبرين: أكره سَماع ذَلِك وريحه سَوَاء كَانَ فِي الْيَقَظَة أَو فِي الْمَنَام منى أَو من الْغَيْر وَقيل: رُؤْيا احداث الرّيح سَوَاء كَانَ لَهَا صَوت أَو ريح أَو لم يكن تؤول على أَرْبَعَة أوجه: فضيحة وَفَرح وراحة وَكَلَام سوء وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: من رأى أَنه يفصد فَإِن كَانَ الفاصد شَيخا فَإِنَّهُ يسمع كلَاما من صديقه لَا يرضيه وَإِن كَانَ شَابًّا فَإِنَّهُ يسمع من عدوه مَا لَا يرضيه وَرُبمَا كَانَ غَرَامَة خُصُوصا إِن قَصده بالطول وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تصيبه نائبة من السُّلْطَان أَو مِمَّن يقوم مقَامه وَيَأْخُذ مِنْهُ مَالا بِقدر الدَّم الْخَارِج فَإِن قَصده بِالْعرضِ فَإِنَّهُ غَرَامَة لَكِن بِإِرَادَة فَإِن قَصده عَالم وَخرج مِنْهُ دم فِي طست أَو طبق فَإِنَّهُ يمرض وَيذْهب مَاله على الْعِيَال والأطباء لِأَن الطَّبَق هُوَ الطَّبِيب (وَمن رأى) أَنه افتصد وَخرج مِنْهُ دم أسود وَحصل لَهُ فِي بدنه صِحَة فَإِنَّهُ يَصح دينه والفصد فِي الْيَمين زِيَادَة فِي المَال وَفِي الشمَال زِيَادَة الأصدقاء (وَمن رأى) أَنه يَنْوِي الفصد فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله تَعَالَى فَإِن رأى كَأَنَّهُ افتصد وَلم يخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ تَعْطِيل أَمر (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى أَنه فصد وَخرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ كَلَام حق يتيمه وَإِن طَال خُرُوج الدَّم حَتَّى تصفى فَإِنَّهُ يدل على انْقِضَاء أَجله (وَقَالَ السالمي) : من رأى أَنه هُوَ يفصد غَيره يؤول على أَرْبَعَة أوجه: إِمَّا يكون عوانيا وَيحل على يَدَيْهِ غَرَامَة أَن يكون ساعيا فِي مصلحَة أحد ونفعه أَو يكون مخادعا خُصُوصا ان ضرب وَلم يخرج الدَّم أَو يكون مُتَعَلقا بِأَمْر وقصده نتاجه (وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق) : رُؤْيا الفصد تؤول على أَرْبَعَة أوجه: فتح وظفر وسفر وخصومة وَشركَة