قبر أبى محمد البطال على رأس تل فى حد تخوم البلاد «1» .
بها قبور جماعة، استشهدوا مع المعتصم رضى الله عنهم، وبها آثار عجيبة نذكرها فى موضعها.
وهو موضع عجيب ويقال له أيضا: الثيرما بالرومى، ويقال له: أو كرم، وهو على تخوم البلاد وحد الكافر، وبهذا الموضع آثار آزاج معقودة، وتحتها الماء الذي ليس مثله فى البلاد فى صفائه وحرارته وحلاوته ومنفعته، يقصده أصحاب الأمراض من البلاد، وسنذكر صفته والحيات التى به فى كتاب العجائب، إن شاء الله تعالى.
بها قبر أفلاطون الحكيم بالكنيسة التى إلى جانب الجامع «2» ، ورأيت فى بستان قمر الدين سريرا من الرخام عليه صورة رجل وامرأة نياما تحت إزار والجميع مستخرج من جسم الرخام وذرعته طولا وعرضا، وسأذكره فى كتاب العجائب إن شاء الله تعالى.
بها حبس محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب رضى الله عنه وبها جامع البطال، وبها البصرم به آثار قديمة، وبه قبة الخيالة، وبه الحمام الذي ذكروا أن بليناس الحكيم عمله للملك قيصر يحمى بسراج، والله أعلم.
وعنده جبل عسيب به قبر امرئ القيس شاعر العرب، ولذلك قال:
أجارتنا إن الخطوب تنوب ... وإنى مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبان هاهنا ... وكل غريب للغريب نسيب «3»
وهو موضع ببلاد الروم يزار من الآفاق، وبلغنى أنه به شهداء من عهد