السلام فى توابيت من الفضة معلّقة بالسلاسل فى هيكل الكنيسة العظمى التى لهم، وبهذه المدينة من الآثار والأصنام والعمد ما يأتى ذكره فى كتاب العجائب، إن شاء الله، أما قول الناس: إن لها سبعة أسوار فإذا دخلها الداخل لا يعرف كيف يخرج فلا أصل لهذا الكلام ولا صحة له، بل لها حبس عمارتها على هيئة الحلزون وإذا حبس به أحد، لا يهتدى للخروج منه وهذا صورته «1» .
وحدثنى من أثق بقوله إنه دخل جزيرة لويزل أقصى بلاد الفرنج ورأى هناك كنيسة بها رهبان وسدنة من قبل البابا وبها ثلاث شجرات ورقها أحمر شديد الحمرة وتحمل كل شجرة من الطيور شيئا كثيرا ويملحون الطيور ويهدونها إلى ملوكهم، وسألت غيره عن ذلك فأخبرنى بصحته، وحدثنى أنه رأى فى بلد الريد من بلاد الفرنج نساء ديس المرأة يماس قدميها وإذا خلفت المرأة ثديها «2» إلى وراء أكتافها التقت رءوس أناملها، وهذا جميعه ما رأيته، بل أثق بمن ذكره، والله أعلم بصحة ذلك.
شرقى بحر القسطنطينية البرج الذي بناه مسلمة والتابعون.
من أعمال إصطنبول، على البر الشرقى، وهى المدينة التى اجتمع بها آباء الملة المسيحية، وكانوا ثلاثمائة وثمانية عشر أبا، ويزعمون أن المسيح عليه السلام كان معهم فى هذا الجمع، وهو أول المجامع لهذه الملة، وبه أظهروا الأمانة التى هى أصل دينهم وصورهم وصورة المسيح على كراسيهم بهذه المدينة فى بيعتها، ولهم فيها الاعتقاد العظيم «3» .