الاسلوب (صفحة 141)

نفسي على عمل ابن أبي قحافة1، وأردتها على عمل عمر، فنفرت من ذلك نفارًا شديدًا، وأردتها على سنيات عثمان فأبت علي، فسلكت بها طريقًا لي ولكم فيه منفعة: مؤاكلة حسنة، ومشاربة جميلة، فإن لم تجدوني خيركم فإني خيرٌ لكم ولاية، والله ما أحمل السيف على من لا سيف له، وإن لم يكن منكم إلا ما يشتفى2 به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك له دبر أذني3 وتحت قدمي، وإن لم تجدوني أقوم بحقكم كله فاقبلوا مني بعضه، فإن أتاكم مني خير فاقبلوه، فإن السيل إذا جاء أثرى4، وإن قل أغنى، وإياكم والفتنة فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة".

ومن خطبة زياد بالبصرة:

"أما بعد، فإن الجهالة الجهلاء5، والضلالة العمياء6، والغي الموفى بأهله على النار، ما فيه سفهاؤكم، ويشتمل عليه حلماؤكم، من الأمور العظام ينبت فيها الصغير، ولا يتحاشى عنها الكبير، كأنكم لم تقرءوا كتاب الله ولم تسمعوا ما أعد الله من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته في الزمن السرمدي7 الذي لا يزول، أتكونون كمن طرفت عينيه الدنيا8

طور بواسطة نورين ميديا © 2015