خطب علي بن أبي طالب في استنفار الناس إلى أهل الشام1:
"أفّ لكم! لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضًا وبالذل عن العز خلفًا؟ إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة ومن الذهول في سكرة، يرتج عليكم حواري فتعمهون2، فكأن قلوبكم مألوسة3، فأنتم لا تعقلون، ما أنتم لي ثقة سجيس الليالي4، ولا زوافر5 عز يفتقر إليكم، وما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها، فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر، لبئس، لعمر الله، سعر6 نار الحرب أنتم، تكادون ولا تكيدون، وتنتقص أطرافكم فلا تمتعضون، لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون.
أيها الناس، إن لي عليكم حقًّا، ولكم عليَّ حق، فأما حقكم عليّ فالنصيحة لكم، وتوفير فيئكم7، وتعليكم، كي لا تجهلوا. وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة في المشهد والمغيب، والإجابة عندما أدعوكم، والطاعة حين آمركم".
وخطب معاوية حين قدم المدينة عام الجماع8، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، فإني والله ما وليتها9 بمحبة علمتها منكم، ولا مسرة بولايتي عليكم، ولكني جالدتكم بسيفي10 هذه مجالدة، ولقد رضت11 لكم