إن الكثيرين من شباب اليوم فارغو النفوس والقلوب والرؤوس، فلا علم ولا عمل، ولا دين ولا إيمان، وهم لا يجيدون إلا تزجيج الحواجب وتصفيف الشعر، واختيار الملابس والتشبه بالممثلين والممثلات. ولا عمل لهؤلاء الشباب إلا ارتياد المحلات العامة والاندفاع وراء الشهوات. وقد وقع الكثير منهم فريسة سهلة للشيوعيين، لأنه ليس في تربيتهم المدرسية ولا في حياتهم المنزلية ما يَحُولُ بينهم وبين الآراء الهدامة أو ما يحصنهم ضد الفساد.

والناس اليوم يستحلون كل شيء ما دام يؤدي للغاية، فالسرقة، والرشوة، والاختلاس، وبيع الأعراض والكرامات، والمساومة على المصالح العامة، والتستر على الخيانة والفساد، وإسكات صوت الحق، كل ذلك جائز ما دام يؤدي إلى المال، أو الجاه، أو كراسي الحكم.

وكل فرد يحسد غيره ويتمنى ما بيده، فالمستوزر يحسد الوزير ويتمنى أن يحل محله، والفلاح الصغير يحسد المزارع الكبير، والعامل يحسد صاحب العمل، والفقير يحسد الغني، ويتمنى كُلٌّ أن يكون له ما للمحسود من مال ونعمة، بل لا يرى بَأْسًا من أن يحصل على ما يتمناه دون حق ودون جهد وعن طريق غير مشروع.

إن في مصر غِنًى أتخم الأغنياء، وَفَقْرًا ألصق الفقراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015