وفي هذا الوقت الذي تتوفر فيه عوامل التشجيع على العمل الإسلامي أخذت جامعتنا تخرج أبناء القارة ليأخذوا أماكنهم في صفوف الإصلاح الإسلامي، ويقدموا لقومهم خير ما يقدم المسلم لأخيه المسلم وهو العقيدة الصحيحة وتعميق الإيمان وإثباته والتوجيه الإسلامي العام الذي يشمل جوانب الحياة كلها، إذ في إمكان الجامعيين أن يلعبوا في القارة دورا لا يمكن لغيرهم أن يلعبه، في إمكانهم أن يحاولوا- مستعينين بالله- تحويل القارة إسلامية خالصة بعد أن نفضت غبار الاستعمار عن وجهها لتثبت شخصيتها الأفريقية الإسلامية وسيادتها الذاتية، لتصبح إسلامية في سياستها واقتصادها وأخلاقها وجميع جوانب حياتها.
ويرجى لعمل الجامعيين النتائج الايجابية إذا صدقوا مع الله وأخلصوا العمل لله لأنه سبحانه هو الذي له الأمر كله وله الخلق كله وبيده الخير كله. ترجى لعملهم نتائج إيجابية إذا راقبوا الله ثم ضحوا في سبيل نصرة دينهم بكل ما يملكون من رخيص وغال وتركوا الاتكال والكسل والخلود إلى الراحة ليعيشوا حياة الأبطال المجاهدين حياة العلماء العاملين والدعاة المخلصين المصلحين.
إن العمل الإسلامي في القارة بحاجة إلى تخطيط يسبق العمل ذلك شأن كل عمل ترجى نتائجه، وإلى دراسة طويلة وصامتة دون جعجعة أو ثرثرة أو استعمال بوق أو ضرب الناقوس.
وقصارى القول إن القارة بحاجة إلى مجهود أبنائها المخلصين الذي يتم في هدوء تام وحكمة وروية. إن القارة أحوج إليهم أكثر من حاجتها إلى غيرهم لأنهم الذين يعرفون من تقاليدها وعاداتها وأساليب حياتها ولغاتها الكثيرة ملا يعرفه غيرهم لذا أعود فأقول لا ينبغي للجامعيين الأفارقة أن ينسوا أماكنهم في الصفوف الأولى في ميدان