وفى زيارتنا الأولى والثانية كنا نلاحظ! في بعض تلك الدول المذكورة غربة شديدة يعانيها الدعاة والدعوة معا وكان وضعهم يشبه تقريبا وضع الصحابة يوم كانوا في دار الأرقم بن أبى الأرقم قبل إسلام عمر وحمزة رضي الله عنهما والدعوة في مهدها سرية. وخوف على النفس وخوف على الدعوة أن يقضى عليها- دعوة باسم الدعوة الوهابية ما أشبه الليلة بالبارحة.
وأما في زيارتنا الثالثة في الصيف الماضي. فقد أسلم عمر وحمزة معا وسلمت الدعوة وزال الخوف وأمن الدعاة على أنفسهم وعلى دعوتهم بل جدوا بها بل بنوا مساجد للجمعة والجماعات وأسسوا مدارس وأنشأوا جمعيات تحت عنوان " الجمعية المحمدية " أو جمعية أهل السنة أو ما يقارب هذه الألفاظ على اختلاف بلدانهم.
ولقد لاحظنا في الدعاة السنيين روحا عالية وعزيمة ماضية وروح الجهاد والتضحية مع ما ينقصهم من الإمكانيات المادية والثقافية ولكنهم في الواقع أنشط وأصدق في دعوتهم من كثير من الذين يملكون الإمكانيات الضخمة مادية وثقافية والله المستعان.
ولك أن تتساءل هنا وعلى أن أجيبك، لك أن تسأل على يد من تم هذا التقدم الذي وصفته بالنسبة للدعاة السنيين ودعوتهم في بعض دول غرب أفريقيا؟
الجواب: اشتركت عدة جهات في العمل المذكور.
أولا: صغار طلبة العلم من سكان القارة الذين عاشوا في الحرمين الشريفين برهة من الزمن وتتلمذوا على بعض المدرسين في