...
(ج) الحكمة والاتزان وعدم الطيش {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} 1، {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيرا} 2 والحكمة بأوجز عبارة وأدقها هي اللين في موضع اللين والشدة في موضع الشدة.
(د) تجنب المداهنة وهي من أخطر الصفات في الداعية وهي التودد والتملق للناس على حساب الدين بحيث يعجز في النهاية عن بيان الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراعاة لخواطر الجمهور. فيكون معه إذا صلح الناس صلح معهم وإذا فسدوا فسد معهم.
(هـ) الصبر والتحمل لأن علاج الأوضاع القائمة في الأقطار الإسلامية يحتاج زمنا طويلا يقرب من طول عمر الجاهلية المزمنة أو أطول.
وإذا ما طبقنا هذه الشروط أو ما يقاربها من الصفات في الدعاة الذين يعملون في هذا الدور- دور التصحيح- صرنا قريبين من درب النجاح في عملنا بإذن الله وإن كنا ندرك الحاجة الماسة إلى إعادة النظر في تنظيم عمل الدعوة بصفة عامة بل العمل الإسلامي من حيث هو لم يحظ بالتنظيم الدقيق بعد. علما بأن العمل القليل المنظم خير وأكثر ثمرة من العمل الكثير غير المنظم كما لا يخفى.