عندما يرى المرء عمل المبشرين ودقة تنظيمهم لحركتهم التبشيرية والتضحية التي يقدمونها أثناء القيام بعمل التبشير والصبر والتجلد منهم، ثم قارن ذلك بالفوضى والتخبط اللذين يسودان صفوف المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية وعدم الجدية في عملهم بل يعتبر العمل الإسلامي عملا ثانويا إضافيا يقوم به الإنسان في أثناء فراغه من الأعمال الرسمية الجادة في نظره إذا قارن الإنسان هذه المقارنة يرى قوما أهل باطل يجدون في الدعوة إلى باطلهم ويخلصون في دعوتهم بينما يرى أهل الحق يهملون حقهم ويتكاسلون ولا يتنافسون في سبيله والله المستعان.
وعلى الرغم من كثرة المراكز الإسلامية التي تحمل اسم الدعوة على الإسلام وعلى الرغم من كثرة من ينتسبون إلى الدعوة ويعيشون تحت عنوان الدعاة إلى الإسلام وكثرة ما يكتب ويذاع باسم الدعوة إلى الإسلام على الرغم من ذلك كله فإن الدعوة. إلى الإسلام تأسيسا وتصحيحا أو تجديدا لا تزال تشكو عدم الجدية من أصحابها في الفالب الكثير، بل كثيرا ما تستغفل كأسباب للمعيشة وكأسلوب للحياة أو الوصول إلى المناصب الدينية المرموقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا باسم الدعوة إلى الإسلام حتى تكسب الثقة وتنال الشهرة على حسابها. كما تشكو عدم الكفاءة العلمية والأسلوبية وقلة الحكمة وضعف الإخلاص من كثير من أصحا بها والله المستعان.
وفي يقيني أن رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تدرك هذه الحقائق ولعلها تحاول أن تخرج بالدعوة الإسلامية من هذا المأزق بأن تقوم بتوحيد مراكز الدعوة وأمانات الدعوة الإسلامية وتجند للمركز العام للدعوة خبراء ومخططين إسلاميين يعملون في المركز ثم تجند لميدان الدعوة المباشر رجالا عرفوا بالعلم والحكمة والجدية والتحمس الذاتي للدعوة الإسلامية لا لكونها