ومن فقه هذا الإمام أنه يزودنا بأفكار عظيمة مبثوثة في كل كتبه، من هذه الأفكار الرائعة التي تغيب عن كثير من ذلك النوع من الدعاة الذين كادت الساحات تمتلئ بهم وذلك تجنبا للفتنة وحفاظا على الأمن والاستقرار يقول:

" ولهذا نجد الناس يفضلون من كان من الملوك ونحوهم إنما يظلم نفسه بشرب الخمر والزنا أو الفواحش ويتجنب ظلم الرعية ويتحرى العدل فيهم على من كان يتجنب الفواحش والخمر والزنا وينتصب لظلم الناس في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم (?) .

ونرى كذلك من نتائج هذا الفكر المجانب للوسطية الإسلامية أنه يثير فتنا كثيرة بسبب بعض من يراه غير أهل للإمامة لجرح شاع عنه أو رآه عليه فلم يستره وإنما جعله ديدنه ففضحه وهتك أستاره، وربما حاول أن ينصحه ففضحه أو عنفه واشتد عليه على رؤوس الأشهاد. يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله:

" ولو علم المأموم أن الإمام مبتدع يدعو إلى بدعته، أو فاسق ظاهر الفسق وهو الإمام الراتب الذي لا تمكن الصلاة إلا خلفه كإمام الجمعة والعيدين والإمام في صلاة الحج بعرفة ونحو ذلك فإن المأموم يصلي خلفه عند عامة السلف والخلف". وهو مذهب أحمد والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015