" أنا لا أكفر [أحدا] من الأمة، ويقول: " قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم ". ويقول الذهبي: إنه يدين بما سمعه من شيخه وبما بلغه عن الإمام الأشعري رحمه الله" الذي عندما قرب حضور أجله دعا زاهر بن أحمد السرخسي وكان الإمام يقيم معه في داره قال:

" فأتيته فقال: اشهد عليّ أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد وإنما هذا كله اختلاف في العبارات " (?) .

بل إن الإمام ابن تيمية - رحمه الله - يرى عدم قتال طائفة وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالباغية سواء كان ذلك بتأويل أو بغير تأويل لما ينشأ عن ذلك من الفتنة، ويقول: " وكل ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدين (?) ". وأئمة الإسلام وعلماؤه مجمعون على هذا الفقه، وهو فقه لا يروق نفسيات ساخطة وعقولاً صغيرة وعلوماً ناقصة.

ومما يغيب عن بال كثير ممن يتعاطى الدعوة أن منشأ الفتنة لا يكون من ترك ما أمر الله به فقط، وإنما من ترك الصبر أيضا.

وروى ابن تيمية أن الذي لم يعرف الحق وقصر في معرفته وزاد على ذلك فقد أصاب ثلاثة ذنوب (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015