وقد قيل: الكندي. وقد قيل الخولانيّ وقيل التجيبي. والصواب- إن شاء الله تعالى- السكوني. قَالَ خليفة: يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ غيره: يكنى أبا نعيم. يد فِي أهل مصر، وعندهم حديثه. رَوَى عَنْهُ سويد بن قيس، وعرفطة ابن عُمَر، ومات قبل عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بيسير، يقولون: إنه الَّذِي قتل مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بأمر عَمْرو بْن الْعَاص لَهُ بذلك.
قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ مُعَاوِيَة بْن حديج قد غزا إفريقية ثلاث مرات مفترقات فيما ذكر ابْن وَهْب وغيره، أصيبت عينه فِي مرة منها. وقيل: بل غزا الحبشة مع ابْن أَبِي سرح، فأصيبت عينه هناك. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بإسناده، وعن عَمْرِو بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ بِإِسْنَادِهِ- أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ ثُمَامَةَ الْمَهْرِيَّ قَالَ: دَخَلْنَا على عائشة، فسألتنا كيف كان أميركم هذا وَصَاحِبُكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ- تَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ؟ فَقَالُوا: مَا نَقَمْنَا عَلَيْهِ شَيْئًا، وَأَثْنُوا عَلَيْهِ خَيْرًا، قَالُوا: إِنْ هَلَكَ بَعِيرٌ أَخْلَفَ بَعِيرًا، وَإِنْ هَلَكَ فَرَسٌ أَخْلَفَ فَرَسًا، وَإِنْ أَبَقَ خَادِمٌ أَخْلَفَ خَادِمًا. فَقَالَتْ حِينَئِذٍ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اللَّهمّ اغْفِرْ لِي، إِنْ كُنْتُ لأَبْغَضُهُ. مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَتَلَ أَخِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ. قال أهل السير: غزا مُعَاوِيَة بْن حديج فِي ذَلِكَ العام فنزل جبلا، فأصابته أمطار فسمي الجبل الممطور، ثُمَّ غزا مُعَاوِيَة فِي ذَلِكَ العام مرة أخرى فقتل وسبي. قَالَ ابْن لهيعة: حَدَّثَنِي بَكْر بْن الأشج، عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، قَالَ:
غزونا مع مُعَاوِيَة بْن حديج إفريقية.
كَانَ ينزل المدينة، ويسكن فِي بني سُلَيْم. لَهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث واحد حسن، فِي الكهانة والطيرة والخط