مراكش إِلَى حصنه من جبل هنتاتة فَجهز إِلَيْهِ الْوَزير حسن بن عمر الجيوش لنظر الْوَزير سُلَيْمَان بن دَاوُد مُشَاركَة فِي الاستبداد وسرحه فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة فَسَار إِلَى مراكش فاستولى عَلَيْهَا ثمَّ تخطى إِلَى الْجَبَل فأحاط بِهِ وضيق على عَامر حَتَّى أشرف على اقتحام الْحصن إِلَى أَن بلغه خبر افْتِرَاق بني مرين بفاس وَظُهُور مَنْصُور بن سُلَيْمَان بهَا على مَا نذكرهُ فانفض الْعَسْكَر من حوله وتسابقوا إِلَى مَنْصُور فَلَحقُوا بِهِ وَلحق بِهِ سُلَيْمَان ابْن دَاوُد أَيْضا وتنفس الْحصار عَن عَامر ومكفوله وَالله غَالب على أمره
كَانَ بَنو عَامر بن زغبة من عرب هِلَال خَارِجين على السُّلْطَان أبي عنان مُنْذُ استيلائه على تلمسان وَكَانَت رياستهم إِلَى صَغِير بن عَامر بن إِبْرَاهِيم وَلما رَجَعَ أَبُو عنان إِلَى فاس اعتزم صَغِير على الرحلة بقَوْمه إِلَى وطنهم من صحراء الْمغرب لأَنهم كَانُوا منتبذين عَنْهَا بأطراف إفريقية فدعوا أَبَا حمو مُوسَى بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان إِلَى الرحلة مَعَهم لينصبوه لِلْأَمْرِ ويجلبوا بِهِ على تلمسان فأجابهم إِلَى ذَلِك وأغذوا السّير إِلَى الْمغرب للعيث فِي نوا حيه فَجمع لَهُم أعداؤهم من سُوَيْد وَكَانُوا خَالِصَة لبني مرين فَالْتَقوا بقبلة تلمسان فانهزمت سُوَيْد وَهلك كَبِيرهمْ عُثْمَان بن ونزمار واتصل بهم فِي أثْنَاء ذَلِك خبر وَفَاة السُّلْطَان أبي عنان بفاس فأغذوا السّير إِلَى تلمسان وقاتلوا علهيا حامية بني مرين ثمَّ اقتحموها عَلَيْهِم لليال خلون من ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واستباحوا من كَانَ بهَا مِنْهُم وامتلأت أَيْديهم من أسلابهم وَاسْتولى أَبُو حمو على ملك تلمسان واستأثر بِمَا ألفاه بهَا من مَتَاع بني مرين وَمن جملَته هَدِيَّة كَانَ السُّلْطَان أَبُو عنان أعدهَا هُنَالك ليَبْعَث بهَا إِلَى طاغية برشلونة وفيهَا فرس أدهم من مقرباته بمركب ولجام مذهبين ثقيلين فَاتخذ أَبُو حمو الْفرس لركوبه وَصرف بَاقِي الْهَدِيَّة فِي وُجُوه مقاصده وَلما انْتهى إِلَى