هَذَا السُّلْطَان أول من استبد عَلَيْهِ من مُلُوك بني مرين أمه أم ولد اسْمهَا الياسمين كنيته أَبُو يحيى وَهِي كنية كل من اسْمه أَبُو بكر لقبه السعيد بِاللَّه صفته دري اللَّوْن مستدير الْوَجْه حسن الْأنف ألعس الشفتين براق الثنايا جعد الشّعْر بُويِعَ وَأَبوهُ مَرِيض فِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم وَكَانَ محجوبا بوزيره حسن بن عمر الفودودي لَا يملك مَعَه ضرا وَلَا نفعا وَلما بُويِعَ لحق أَخُوهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي عنان بجبل الكاي وَكَانَ أسن مِنْهُ وَإِنَّمَا آثروه لمَكَان ابْن عَمه مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن بن ماساي من وزارته فبعثوا إِلَيْهِ من لاطفه واستنزله على الْأمان وَجَاء بِهِ إِلَى أَخِيه فاعتقله الْحسن ابْن عمر بقصبته من فاس وَبعث على أَبنَاء السُّلْطَان الأصاغر الْأُمَرَاء بالثغور فجَاء المعتصم من سجلماسة وَامْتنع الْمُعْتَمد بمراكش وَكَانَ بهَا فِي كَفَالَة عَامر بن مُحَمَّد الهنتاتي وَكَانَ عَامر هَذَا من بيوتات هنتاتة وَأهل الرياسة والشرف فيهم وَكَانَ السُّلْطَان أَبُو عنان قد أوصى إِلَيْهِ بولده الْمَذْكُور وَجعله هُنَالك لنظره فَلَمَّا بعثوا عَلَيْهِ مَنعه من الْوُصُول إِلَيْهِم وَخرج بِهِ من