وَذَلِكَ فِي أواسط سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَألف وَأما القَاضِي أَبُو الْقَاسِم فَاجْتمع بِأبي فَارس فَقبل عذره وصفح عَنهُ ورده مكرما إِلَى فاس هَكَذَا ذكره بَعضهم وَقيل إِن الَّذِي بعث بالشيخ الْقصار إِلَى مراكش هُوَ السُّلْطَان زَيْدَانَ على وَجه يُخَالف هَذَا وَالله أعلم
ثمَّ إِن الشَّيْخ المتغلب على فاس دَعَا بتجار أَهلهَا فاستسلف مِنْهُم مَالا كثيرا وَأظْهر من الظُّلم وَسُوء السِّيرَة وخبث السريرة مَا هُوَ شهير بِهِ ثمَّ تتبع قواد أَبِيه فنهب ذخائرهم واستصفى أَمْوَالهم وعذب من أخْفى من ذَلِك شَيْئا مِنْهُم ثمَّ جهز جَيْشًا لقِتَال أَخِيه أبي فَارس بمراكش وَكَانَ عدد الْجَيْش نَحْو الثَّمَانِية آلَاف وَأمر عَلَيْهِ وَلَده عبد الله فَسَار بجيوشه فَوجدَ أَبَا فَارس بمحلته فِي مَوضِع يُقَال لَهُ إكلميم وَيُقَال فِي مرس الرماد فَوَقَعت الْهَزِيمَة على أبي فَارس وَقتل نَحْو الْمِائَة من أَصْحَابه ونهبت محلته وفر هُوَ بِنَفسِهِ إِلَى مسفيوة وَدخل عبد الله بن الشَّيْخ مراكش فأباحها لجيشه فنهبت دورها واستبيحت محارمها وَا شتغل هُوَ بِالْفَسَادِ وَمن يشابه أَبَاهُ فَمَا ظلم حَتَّى حُكيَ أَنه زنى بِجوَارِي جده الْمَنْصُور واستمتع بحظاياه وَأكل رَمَضَان وَشرب الْخمر فِيهِ جهارا وَعَكَفَ على اللَّذَّات وَألقى جِلْبَاب الْحيَاء عَن وَجهه وَكَانَ دُخُوله مراكش فِي الْعشْرين من شعْبَان سنة خمس عشرَة وَألف