خاتمة

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} [فصلت/30 - 33]

هكذا تتنزل ملائكة الرحمة بالبشرى على الذين آمنوا بالله، ثم استقاموا على هذا الإيمان حتى الموت

تتنزل عليهم عند موتهم فتقول لهم بأمر الله:

لا تخافوا مما أنتم قادمون عليه في القبر، وعند البعث والحشر، ولا تحزنوا على ما خلفتم من أمر الدنيا من مال وولد وأهل، فإنا نخلفكم فيه.

وأبشروا بأن الله قد رضي عنكم، وكتب لكم الجنة.

وهذه البشرى عند الموت أمّنتْ للمؤمن مستقبله الزاهر السعيد، وأمَّنتْ له الحفظ والرعايةَ بأمر الله تعالى في أهلهِ ومالهِ وولدِه، وكلِّ ما خلَّفه.

فهل بقي شيء تتوق إليه نفس إنسانٍ؟!

وهل توجد أيُّ شركةٍ عالميةٍ، أو أيُّ سلطةٍ أرضيةٍ تستطيع أن تؤمِّنَ لأي إنسان مستقبلَ ما بعد الموتِ على المدى اللانهائي أو على أي مدى؟!

وهل توجد أيُّ شركةٍ أو أيًّ سلطةٍ تستطيعُ أن تؤمِّنَ لميتٍ على أهله وأولاده وأموالهِ؟ وأن يكون هذا التأمين على مدى بعيدٍ جداً؟ ...

الجواب:

لا يستطيع ذلك ولا يقدر عليه إلا اللهُ وحدَه، وكفى بالله وكيلاً وحفيظاً.

فعليك أيها الإنسانُ بالاستقامةِ الدائمةِ على الطريق، الذي رسمه الله لكَ، لتبشركَ ملائكةُ الرحمن بالجنة والرضوانِ، وإياكَ والابتعادَ عنه لكي لا تخسرَ سعادةَ الدارين.

أنتَ لا تدري متى ستموتُ؟ ولا المكانَ أو الزمانَ؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015