وعَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ مَاتَ رَجُلٌ صَالِحٌ فَأُخْرِجَ بِجِنَازَتِهِ فَلَمَّا رَجَعْنَا تَلَقَّانَا خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ وَكِلاَهُمَا قَدْ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ فَقَالاَ سَبَقْتُمُونَا بِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ فَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ بِهِ بَطْنٌ وَأَنَّهُمْ خَشُوا عَلَيْهِ الْحَرَّ - قَالَ - فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ فَقَالَ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِى قَبْرِهِ» أخرجه ابن أحمد (?)

المراد به الاستسقاء، وقيل: الإسهال، وقيل غير ذلك.

وقال القرطبي: اعلم رحمك الله أن هذا الباب لا يعارض ما تقدم من الأبواب، بل يخصصها ويبين من لا يسأل في قبره ولا يفتن فيه، ممن يجري عليه السؤال، ويقاسي تلك الأهوال وهذا كله ليس فيه مدخل للقياس ولا مجال للنظر فيه. وإنما فيه التسليم والانقياد لقول الصادق المرسل إلى العباد صلى الله عليه و سلم.

وقد روى ابن ماجه في سننه عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا دخل الميت في قبره مثلت له الشمس عند غروبها فيجلس فيمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي ولعلهذا ممن وقي فتنة القبر فلا تعارض والحمد لله ..... (?)

فصل: قوله عليه السلام: من مات مريضاً مات شهيداً عام في جميع الأمراض لكن قيده قوله في الحديث الآخر: من يقتله بطنه وفيه قولان:

أحدهما: أنه الذي يصيبه الذرب وهو الإسهال تقول العرب أخذه البطن إذا أصابه الداء وذرب الجرح إذا لم يقبل الدواء وذربت معدته فسدت.الثاني: أنه الاستسقاء وهو أظهر القولين فيه

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي سُورَةِ الْمُلْكِ: " هِيَ الْمَانِعَةُ تَمْنَعُ صَاحِبَهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ يُؤْتَى صَاحِبُهَا قَالَ عَلِيٌّ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ يَقُلْ مُوسَى فِي قَبْرِهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَيَقُولُ رَأْسُهُ: لَا سَبِيلَ عَلَيَّ، إِنَّهُ وَعَى فِي سُورَةِ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015