عن الغيوب الماضي منها والمستقبل أكثر من جهة إعجازه اللفظي، ولكن أردنا بذلك أن نضع بين يدي القاريء نماذج منها على وجه التمثيل فقط وليس على وجه الاستقصاء أو الحصر؛ لأنه من ذا الذي يستطيع حصر أوجه إعجاز القرآن؟! ومن أراد تفصيل القول في ذلك فليراجع كتب علوم القرآن، كالاتقان في علوم القرآن للسيوطي أو دقائق التفسير لابن تيمية خاصة الجزء الأول منه "مقدمة في إعجاز القرآن".

خامسا: ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن الذين تأملوا القرآن بعين الإنصاف من المستشرقين لم يلبثوا أن أعلنوا إسلامهم واعتناقهم للإسلام دينا وللقرآن دستورًا، وأعلنوا ندمهم الشديد على ماضي أيامهم التي قضوها على الكفر والعناد، يقول موريس بوكاي الطبيب الفرنسي الذي أسلم وألف كتابه "القرآن الكريم والتوارة والإنجيل والعلم": لقد أثارت دهشتي هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن والتي كانت مطابقة تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، ولقد درست هذه النصوص بروح متحررة تماما من كل حكم سابق وموضوعية تامة، بيد أني لا أنكر تأثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي، حيث لم تكن الأغلبية تتحدث عن الإسلام، وإنما عن المحمديين لتأكيد الإشارة إلى أن هذا الدين أسسه رجل، وبالتالي فهو ليس بدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015