سماوي فلا قيمة له عند الله، وكان يمكن أن أظل محتفظًا بالكثير من هذه الأفكار الخاطئة عن الإسلام، وهي شديدة الانتشار، ولما تحدثت مع بعض المستنيرين من غير المتخصصين، عرفت أني كنت جاهلا قبل أن تعطي لي صورة صحيحة تختلف عن ذلك التي تلقيتها في الغرب عن الإسلام، وكان هدفي هو قراءة القرآن ودراسة نصه آية آية ... وانتهيت إلى دقة الإشارات الخاصة بالظواهر الطبيعية ومطابقتها المفاهيم التي نملكها اليوم، والتي لم يكن لمحمد ولا لأي إنسان في عصر محمد أن يكوِّن عنها أدنى فكرة ... وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية فادحة، فإننا لا نجد في القرآن أي خطأ.. وقد دفعني ذلك إلى أن أتساءل لو كان مؤلف القرآن إنسانا بشرًا فكيف استطاع في القرن السابع المسيحي أن يكتب ما اتضح اليوم أنه يتفق مع العلم الحديث ففي مجال القضايا التي تخضع للملاحظة، مثل تطور الجنين يمكن مقابلة مختلف المراحل الموصوفة في القرآن مع معطيات علم الأجنة "الحديث".
هذه شهادة مستشرق هداه الله للإسلام؛ لأنه بحث عن الإسلام، وفي الإسلام بمنهج علمي متحرر من العصبية، بروح متجردة إلا من البحث عن الحقيقة، وصدق الله العظيم: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} . [النساء: 82]