وهكذا ناقش علماء هذه الفترة شعائر النصارى وطقوسهم مبينين تحريفها وابتدعهم لها، وبطلان ما استندوا عليه في إثباتها، بحيث يتضح لكل عاقل منهم ضلال ما هم عليه بالتمسك بها وممارستها ويدركون مدى تلبيس علمائهم عليهم في تزيينها لهم والإدعاء أنها من صلب ديانتهم (?).

أهم الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية

خامساً: أهم الشبه التي أثارها النصارى في عصر الحروب الصليبية:

منذ أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر وأعداء الإسلام يثيرون الشبهات حول هذا الدين، كأحد أسلحتهم في محاربته والحد من انتشاره، ولن يفلحوا أبداً كما قال تعالى "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون" (الصف، الآية: 8) ولذلك فليس غريباً أن يكون هذا الأمر مما حرص عليه النصارى في عصر الحروب الصليبية، ولاسيما أن هذه الفترة كانت من أشد فترات الصراع العسكري بينهم وبين المسلمين وكثير من هذه الشبه التي أثارها النصارى في هذه الفترة سبق وأن أثارها أعداء الإسلام قبلهم من المشركين أو اليهود أو غيرهم ولا شك أن الشبهات حجاب يمنع قبول الحق خصوصاً عند قوم مثل النصارى الذين اتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله، فالقول عندهم ما قاله القسيس، لذلك حجب ضلال قساوستهم الحق عن عامتهم، ولهذا من أهم طرق إرشادهم إلى الحق هو إزالة هذه الشبه المانعة من قبوله عن الكثيرين منهم ولذلك حرص كثير من العلماء في عصر الحروب على دحض شبهات النصارى حول هذا الدين حماية له من تشويه ضلالتهم ورجاء أن يصل إلى عامتهم على الوجه الصحيح فيكون ذلك أدعى في قبوله لديهم وفيما يلي عرض لأهم الشبه التي أثارها النصارى في هذه الفترة ونماذج من تفنيد بعض العلماء المسلمين لها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015