وبعد أن سرد الخزرجي صوراً من هذا القبيل مبيناً أنه شاهد بعضها وسمع عن البعض الآخر قرر أن هذه الهذيان لا تجوز إلا عليكم أيها النصارى، ولا يتعبد بها من جهال العالم غيركم (?)، ومن خزعبلاتكم التي ذكرها القرافي دعواهم أن مريم أم المسيح عليه السلام تنزل على دار المطران بطليطلة في يوم معروفٍ من السنة وهم جازمون بذلك. ثم تساءل القرافي مفنداً ذلك هل نزول أم المسيح بإذن الأب أو بغير إذنه، فإن نزلت بإذنه فلمَ لا يرسل ملائكته ويوقر أم ولده ويصونها عن التبذل لرجل أجنبي، وإن كان بغير إذنه فكيف اصطفى الأب لنفسه من يتفرق بغير إذنه (?)؟ وتتلخص هذه القصة في أنه لما اشتدت الحال بالصليبيين المحاصرين في أنطاكية، جاءهم الغوث من السماء بأن رأى أحد قساوستهم أن أحد الحواريين جاءه في المنام ليريه مكانة الحربة التي طعن بها السيد المسيح وأنها في كنيسة أمير الحواريين، حيث فتشوا عنها حتى وجدوها (?): فطرحوا عنهم ما كان بهم من الفزع، وتنفسوا الصعداء، وأحسوا أنه قد عاودهم بأنهم من جديد (?). بل إن هناك البعض لأجل هذه الحربة رأى رأي العين أشباح الملائكة والرسل (?)، وعرض ابن الأثير هذه القصة مبيناً أنها من حيل أحد القساوسة التي لبس بها على العامة وصدقوه بها، ثم وضح أنه مما زاد فتنتهم بهذه الحربة أن ظهروا على المسلمين في هذه الموقعة (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015