إننا في أشد الحاجة لمناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مناصرة شاملة تليق بمقامه عند الله عز وجل وفق رؤية إستراتيجية متكاملة، وعلينا أن نخرج من موقع المدافع إلى الهجوم، حيث أنه خير وسيلة للدفاع، فلنحرص على هداية القوم ودعوتهم إلى الدين الصحيح والعقيدة السليمة وإلا فالحد الأدنى فلنشغلهم بأنفسهم.
إن لدينا رصيداً زاخراً وتراثاً عظيماً، مما خطه أئمة الهدي بمداد النور على صفحات الزمن يرشدنا إلى الطريق القويم والمنهج السليم لنصرة محمد صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – في كتابه قذائف الحق أن القوم لو شغلوا بنزهات دينهم ومضحكات عقيدتهم لأجهدناهم أي جهد، وشغلناهم كل مشغل (?). وهذا الكلام صحيح، ولكننا نذهب إلى دعوتهم والحرص على سلامتهم والأخذ بأيدي الباحثين عن الحقيقة منهم إلى بر السلام ونعتمد في ذلك مبدأ الهجوم بالحجج والبراهين والأدلة على العقول، مع صدق وإخلاص في دعوتهم يغزو القلوب يقول أبو الحسن الندوي في تقديمه لكتاب رحمة الله الكيرانوي "إظهار الحق" مادحاً أسلوبه وخطته الهجومية: وهكذا ظهر هذا الكتاب إلى حيز الوجود ويمتاز بعدة ميزات منها: أن المؤلف آثر خطة الهجوم على خطة الدفاع، التي لا تزال أقوى وأكثر تأثيراً في النفس، فإنها تلجيء الخصم إلى أن يتخذ موقف الدفاع وأن يقف في قفص الاتهام، ويدافع عن نفسه وينفي التهمة، لذلك لما طبع كتاب العلامة رحمة الله الكيرانوي أثار ضجة كبرى في الأوساط النصرانية والأوروبية ناهيك عما كتبته صحف انجلترا تعليقاً على هذا الكتاب: لو دام الناس يقرأون هذا الكتاب لوقف تقدم المسيحية في العالم (?) وقد اشترى القساوسة كميات كبيرة من طبعات الكتاب، وأتلفوها، إحراقاً وإبادة، ليتغيب الكتاب عن السوق (?).