وقد أرسله الله إلى بني إسرائيل وأيده بالمعجزات التي منها إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، ونزول المائدة من السماء، وغير ذلك قال تعالى: "ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئُ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبّئكم بما تأكلون وما تدخرون في بُيوُتِكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" (آل عمران، آية: 49).
ولما بلغ رسالة ربه وأراد به أعداؤه كيداً نجاه الله من كيدهم فتوفاه ورفعه إليه (?) "إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ) آل عمران، آية: 55).
وقال سبحانه: " وما قتلوه وما صلبُوُه ولكن شُبّه لهم" (النساء، آية: 157). هذا هو مجمل اعتقاد المسلمين بالمسيح عليه السلام وقد ضل النصارى في ذلك ضلالا بعيداً بجعلهم المسيح عيسى عليه السلام ابناً لله تعالى الله عن ذلك، قال سبحانه: "وقالت النصارى المسيح ابن الله" (التوبة، آية: 30)، بل ادعوا أن الله سبحانه هو المسيح ابن مريم قال جلّ وعلا: "لقد كَفَر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابنُ مريم" (المائدة، آية: 17) وقد كانت نبّوة المسيح عليه السلام منذ ظهور الإسلام إلى الوقت الحاضر من القضايا الرئيسية التي تناولها العلماء المسلمين في مناقشاتهم مع النصارى رجاء هدايتهم للحق في ذلك، وقد اعتنى العلماء في عصر الحروب الصليبية بيان ذلك للنصارى ودعوتهم إلى الإيمان بنبوته عليه السلام، ونبذ معتقداتهم الباطلة حوله، وذلك من خلال ما يلي: