اعتنى الإسلام بالمسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بصفته أحد أولي العزم من الرسل، فجاء القرآن بتكريمه وأمه وحتى عائلته وصحح الأخطاء ورد الاتهامات والافتراءات الباطلة التي كان يوجهها اليهود والنصارى للمسيح وأمه، فمن تكريم القرآن للمسيح عليه السلام أن جاءت إحدى السور باسم عائلته وهي سورة آل عمران، وسورة أخرى هي سورة مريم باسم أمه التي ورد أسمها في القرآن في مواضع كثيرة، كلها تتحدث عنها بكل التقدير والاحترام والتبجيل ومن ذلك قوله تعالى: "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرَّكِ واصطفاك على نساء العالمين" (آل عمران، الآية: 42) وقوله تعالى: "ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصّدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" (الزخرف، الآية: 59).
وتحدث القرآن عن حياة المسيح منذ ولادته وحتى رفعه إلى السماء فهو بشر مخلوق عبد للخالق عزّ وجل، قال تعالى "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل" (الزخرف، آية: 59)، وهو نبي ورسول من عند الله عز وجل، قال تعالى: "ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرُّسُلُ" (المائدة، الآية: 75) والمسيح بارُّ بوالدته وليس بجبار ولا شقي قال تعالى:" وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبَّاراً شقياً" (مريم، الآية: 32).
وهو قدوة صالحة في العبادة والإخلاص لله سبحانه وتعالى: "قال إني عُبد الله ءاتني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصًّلاة والزكاة ما دمت حَياًَّ" (مريم، آية: 30، 31).