- إثبات إعجازه ببيان فصاحته: وفي ذلك قال الخزرجي مخاطباً النصارى ومبيناً إعجاز القرآن بفصاحته، وأن العرب الأوائل – وهم الفصحاء – أقروا له بذلك: يلتفت إلى مقال العجم الجهلاء (?)، ثم وضع أن العرب وقت نزول القرآن وهم أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان منهم ما كان من سب الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإيذائهم، بل وحربهم ما تكلموا في فصاحته، وقد جرى لهم التحدي أن يأتوا بمثله كما قال تعالى: "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً" (الإسراء، آية: 88)، فما استطاعوا ذلك، ثم كان التحدي بعشر سور كما قال سبحانه "قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات" (هود، آية: 13) حتى صار التحدي إلى سورة واحدة " قل فأتوا بسورة مثله" (يونس، آية: 38) ومع ذلك عجزوا ولن يستطيعوا لو حاولوا كما أخبر سبحانه: "ولن تفعلوا" وفي مناقشة القرطبي للنصارى في كتابه الإعلام بين أن فصاحة القرآن أمر لا يقبل الشك: حتى أن العاقل الفصيح إذا سمعه قال: ليس هذا من كلام البشر (?)، ثم وضح نماذج من إعجازه، كقوله تعالى: "خُذِ العفو وأمُر بالعرُف وأعرض عن الجاهلين " (الأعراف؛ 199). وكيف أن هذه الآية لما نزلت قال أبو جهل: إن رب محمد لفصيح (?)، ثم لفت القرطبي النظر إلى جوانب من الفصاحة من هذه الآية، حيث تضمنت أحكاماً وتفسير الحلال والحرام، والإعراض عن أهل الجهل والأجترام والأمر بالتزام أخلاق الكرام، مع ما هي عليه من اللفظ الموجز الجزل الرصين (?)،