حيث اعتنى العلماء في هذه الفترة ببيان إعجاز القرآن بشكل عام، فظهرت مؤلفات قصرت الحديث على هذا الجانب، ككتاب البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن (?)، وكتاب التنبيه على إعجاز القرآن (?)، ولا يخفى أن إظهار إعجاز القرآن له أثر كبير في إقناع غير المسلمين، لذلك أبرز بعض العلماء هذا الجانب للنصارى من خلال عدة أمور منها:
- إثبات إعجازه من خلال حفظه من التحريف والتبديل:
وهذا من أعظم الإعجاز، وما كان ذلك ليتحقق لو وُكل حفظه إلى البشر، حيث أشار القرافي إلى حفظ الله سبحانه وتعالى لكتابه، وذلك بتهيئة أسباب ذلك، من العناية بجمعه وألا يداخله غيره؛ حذراً مما وقع لأهل الكتاب، ثم نقله من السلف إلى الخلف نقلاً متواثراً، فصدق الله إذ يقول "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لله لحافظون" (الحجر، الآية: 9) (?).
قال القرطبي حول هذه الآية "وإنّا له لحافظون" – من أن يزاد فيه أو ينقص منه (?)، وبين – رحمه الله تعالى – في كتابه الإعلام حفظ الله سبحانه وتعالى لكتابه مقابل التحريف والتبديل الذي جرى على التوارة والإنجيل (?)، ثم أورد أمثله على ذلك (?).