وكانت البداية العملية المنظمة لهذا العمل على يد ريموندلل وهو إسباني تعلم اللغة العربية وكرس حياته لتنظيم العمل التبشيري وأرضهم بواسطة دراسة لغتهم والتنصير بينهم، ثم إرسال الجيوش العسكرية بعد ذلك (?).
ساءت أحوال المسلمين في الأندلس من جراء ضعف الخلافة الأموية فيها ومن ثم انتهاؤها سنة 422هـ حين أعلن أهل قرطبة إلغاءها وعلى رأسهم جهور بن محمد بن جهور (?)، فقامت على أنقاضها ما يسمى بدول الطوائف التي بلغت عشرين دولة تقريباً حيث تغلب كل على جهة وتلقب بالإمارة، بل والخلافة، فمنهم من تسمى بالمعتضد وبعضهم تسمى بالمأمون وآخر تسمى بالمستعين والمقتدر والمتوكل والموفق إلى غير ذلك من الألقاب التي قال عنها الشاعر الحسن بن رشيق:
مما يزهدني في أرض أندلس ... سماع مقتدر فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد (?)
ومع هذا الوضع المتردي لدول الطوائف أخذت الممالك النصرانية تتوسع على حسابها، فسقطت طليطلة بيد الإذفونش ملك قشتالة وليون وذلك سنة 478هـ (?)، ولم تلق المساندة الكافية لصد العدوان النصراني عليها من قبل أمراء الدويلات الإسلامية الأخرى التي كانت تتصارع فيما بينها وتخطب ود النصارى حفاظاً على الطموحات الشخصية لبعض أمرائها الذي بلغ الحال بعدد منهم أن استعانوا بالنصارى ضد إخوانهم المسلمين لذلك ساد الفزع بين مسلمي الأندلس لسرعة تقدم النصارى وما يتوقعونه من نهاية سيئة لهم من جراء ذلك حتى عبر أحد الشعراء عن هذه الحالة بعد سقوط طليطلة بقوله:
يا أهل أندلس شدوا رحالكم ... فما المقام بها إلا من الغلط