السلك ينثر من أطرافه وأرى ... سلك الجزيرة منثوراً من الوسط
من جاور الشر لا يأمن بوائقه ... كيف الحياة مع الحيات في سفط (?)
ولهذا الوضع المفزع في الأندلس دبت الغيرة في بعض أمراء الطوائف وبعض العلماء لحماية المناطق الإسلامية من النصارى فكانت الدعوة للمرابطين لدخول الأندلس حيث تغيرت الكفة وانحصر نفوذ النصارى، فكان قدوم المرابطين منقذاً للمسلمين في الأندلس من طمع النصارى ومحافظاً على بقائهم فيها بعد أن أوشك على الزوال، وقد قال عن ذلك أحد المؤرخين الأندلسيين بعدما وصف الأوضاع المضطربة فيها قبل النجدة المرابطية: ... إلى أن جمع الله الكلمة ورأب الصدع ونظم الشمل، وحسم الخلاف وأعز الدين، وأعلى كلمة الإسلام، وقطع طمع العدو بيمن نقيبة أمير المسلمين وناصر الدين أبي يعقوب يوسف بن تاشفين (?) وعبور المرابطين لنجدة إخوانهم مسلمي الأندلس كان في سنة 479هـ حيث جرت معركة الزلاقة المشهورة مع النصارى والتي انتصروا فيها واندحر الزحف النصراني على المناطق الإسلامية آخذاً بالتقهقر (?)، ومنذ ذلك الحين عمل المرابطون على تثبيت سلطانهم في الأندلس وتوحيد الطوائف فيها تحت سيطرتهم والوقوف في مواجهة النصارى وجهادهم في البلاد الأندلسية حتى كان تضعضعهم وضعف سلطانهم إثر سقوط عاصمتهم في المغرب مدينة مراكش سنة 541هـ وبعد اضطراب أحوال الأندلس طمع النصارى في استغلال ذلك فاجتاز الموحدون إليها وكان لهم الجهد المشكور في مواجهتهم وكبح جماحهم ومن ثم الحفاظ على البقاء الإسلامي في الأندلس (?). حتى ضعف سلطانهم ثم سقوط دولتهم في سنة 668هـ (?)،