كان من أهم آثار الجهود الدعوية هو أن يكون الدين كله لله، وذلك بإقامة شرعه على أرضه وإرشاد الناس إلى سبيله وكان من أهم آثار الجهود الدعوية المختلفة خاصة الجهاد في سبيل الله في هذه الفترة إزالة الحكم الصليبي النصراني من المناطق التي زحف عليها وطرده كلياً وإعادة الحكم الإسلامي فيها وما ترتب على ذلك من إظهار لعزة الإسلام وقوة المسلمين (?)، وهذا ما جعل الأعداء المتربصين من النصارى الصليبيين يعيدون تخطيطهم ويغيرون أساليبهم في محاربة المسلمين وفتنتهم عن دينهم فقرروا لذلك التركيز على الناحية الفكرية بعد مالم تجد الجحافل العسكرية في صرف المسلمين عن دينهم وإقامة دولة نصرانية في قلب البلاد الإسلامية، لذلك تكونت بدايات ما يسمّى بالغزو الفكري للشعوب الإسلامية، فاتجهت الجهود إلى إرسال جحافل من المبشرين الذين يتسللون إلى الشعوب الإسلامية بشكل سلمي ليفتنوهم عن دينهم بالإقناع والتفاهم تحت ستار العمل الخيري، فكان لذلك تأسيس المدارس النصرانية والجماعات التنصيرية لتحقيق هذا الهدف بعدما عجزت عنه القوة العسكرية، وقد كان من أول هذه المؤسسات التبشيرية الرهبنة الكرملية التي تأسست في عام 548هـ - 1154م في طرابلس لبنان، ثم الفرنسيسكان والدومنيكان في مطلع القرن الثالث عشر (?)، ومنذ ذلك الوقت تتابع الدعاة لبث أفكارهم التنصرية في العالم الإسلامي وقد قال أحد الكتاب الأوروبيين عن ذلك: إذ حدث في القرن الثالث عشر أن بدأ نشاط تبشيري ضخم، وهذا النشاط إنما نجم عن الحروب الصليبية والاتصال بالمسلمين (?)،