2 - وسيلة الجهاد: وفي عصر الحروب الصليبية كان الجهاد في سبيل الله من أهم وسائل الدعوة الموجهة إلى النصارى وقد تحدثت في كتبي السابقة عن السلاجقة والزنكيين وصلاح الدين عن هذه الوسيلة بنوع من التفصيل ولقد ساهمت وسيلة الجهاد لإتاحة أعداد كبيرة من النصارى الأوروبيين المقاتلين في الجيوش الصليبية الاحتكاك بالمسلمين ومعرفة بعض معتقداتهم وأخلاقهم وما يتميز به كثير من القادة المسلمين ومعرفة بعض معتقداتهم وأخلاقهم وما يتميز به كثير من القادة المسلمين من عدل ورحمة وعطف هذه الصفات التي تعكس الأخلاق الإسلامية وتعطي صورة صادقة عن سماحة الإسلام، الأمر الذي جعل أعداداً كبيرة من أفراد هذه الحملات يعتنقون الإسلام، بل إن بعض قادتهم أقسم ألا يقاتل المسلمين لما رآه من عدل وإنصاف لدى بعض القادة، وكثيرون منهم تبدلت عدواتهم إلى محبة للمسلمين بسبب حسن المعاملة التي وجدوها من قبل الجيوش الإسلامية، وللجهاد أثر واضح في دعوة النصارى من ناحية كونه أتاح الكثير من الاتصالات بين قادة الفريقين سواء عن طريق الرسل أو من خلال الرسائل والمكاتبات أو الاجتماعات المباشرة (?) ومن أعظم آثار وسيلة الجهاد في هذه الفترة تجاه النصارى أنها أظهرت عزة المسلمين وقوتهم أمام أعدائهم، وجعلتهم أمة مرهوبة الجانب تحطمت على صمودها وقوتها حملات الصليبيين المتعاقبة، مما جعل كثيراً من عامة النصارى خاصة في أوروبا تتزعزع قناعاتهم بصحة ما هم عليه، ويفقدون الثقة برجال دينهم الذين وعدوهم بالنصر والغران والسعادة (?)،