وهناك نوع آخر من الكتب التي ألفها علماء هذه الفترة بمبادرة منهم وذلك دعماً للسلطة في مواجهة النصارى ودعوتهم، ومن هذه الكتب كتاب أدلة التوحيد في الرد على النصرانية لأحمد بن إدريس القرافي ومن الكتب في هذه الفترة من ألفها بعض العلماء ابتداء رجاء هداية النصارى من خلال مناقشة عقائدهم وبيان بطلانها وإيضاح الحق الذي اشتبه على كثير من عامتهم بسبب تلبيس قساوستهم، ومن الأمثلة على هذا النوع من الكتب كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل لصالح بن الحسين الجعفري (?) وغيرها من الكتب الكثيرة التي ناقشت قادة الرأي ورجال الدين النصارى كرسالة أبي عبيدة الخزرجي إلى قسيس طليطلة وكتاب الواضح المشهود ولها أثرها أيضاً من جهة أن بعضها كان رداً مباشراً على قضايا معينة أثارها النصارى في هذه الفترة وكان لها رواج فكان الرد على مثل هذه القضايا له انتشاره وأثره على العامة من النصارى الذين راجت عندهم، فوصل إليهم الرد والشبه عالقة في أذهانهم فكان أدعى إلى تفنيدها وإزالتها وذلك مثل رد أبي الخصال وغيره على رسالة ابن غورسية ورد القرافي في كتابه الأجوبة الفاخرة على أسئلة تعّود النصارى إثارتها وترويجها في هذه الفترة، ولهذه الكتب أيضاً أثرها في عمق التأثير في القارئ بل وفي طبقات المجتمع النصراني بشكل عام في هذه الفترةن وذلك لكونها أطول بقاءً وأوسع انتشاراً وأسهل تداولاً، فالمحاضرة والخطبة والمناظرة وغيرها في ذلك الوقت يبقى تأثيرها محدوداً من حيث وصول أثرها للحاضرين في وقتها، أما الكتاب وإن كان تأثيره بطيئاً فإن أثره عميق، لكونه يتُداول في المجتمع النصراني بمختلف طبقاته فيتسرب لذلك أثره إلى هذه الطبقات إما بإسلام البعض أو بإزالة شبهة قائمة حول الإسلام، أو بتشويش ما لديهم من قناعات حول معتقدهم (?).