فحينما عاد جماعة من النصارى المشاركين في إحدى الحملات الصليبية أخذوا يدعون إلى التحرر من سلطة رجال الدين لديهم وأعلنوا أنه: لو اجتمعت الباباوات والكرادلة من أولهم إلى آخرهم على أن يضعوا عن مخلوق ذنباً واحداً ما قدروا، بل الله يغفر الذنوب (?)، بل إن أعداداً كثيرة من النصارى في أوروبا أخذوا يصرحون أن إخفاق الحملات الصليبية يدحض ما يدعيه البابا من أنه نائب عن الله أو ممثل له في أرضه (?) ولما أخذ الرهبان في أوروبا يدعون إلى إحدى الحملات الصليبية المتأخرة ويسألون الناس بذل المال دعما لها كان كثير من النصارى يسخرون منهم حتى أنهم أخذوا يوزعون المال على الفقراء باسم محمد صلى الله عليه وسلم من قبيل السخرية بالرهبان، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد ظهر أنه أعظم قوة من المسيح في هذه الحروب (?) وقد بين أحد الكتاب الغربيين أن من أهم نتائج فشل الحملات العسكرية الصليبية – والتي كان الجهاد في سبيل الله السبب المباشر في ذلك – إن هذا الفشل بعث كثيراً من العقول في أوروبا على التفكير، وكان سبباً في إضعاف العقائد الدينية المستقرة لدى النصارى في القرنين الثالث والرابع عشر (?).