حتى ينطح أحدهم بأنفه، ثم يولى ذلك الثعبان راجعا إلى مغارته، فيتبعه ذلك الرجل والثعبان مسرعا إلى المغارة والرجل يجهد خلفه بالجرى بأشد ما يقدر عليه، فيجذب من ذنبه أو عرفه شعرات فتعد ويعلمون أنه يملك قومه تلك الشعرات سنين، لا يخطئهم ذلك بزعمهم. وأقول إن هذه الفتنة فيهم إنما هى لأن الثعبان يعمّر حتى يزيد على 1000 سنة، فنشأ على ذلك آباؤهم فلا يعرفون أوله، والواضع لهذه الفتنة إنما أراد أن يملكهم بذلك، وعقولهم فى نهاية الركاكة، فيصبح له منهم ما أراد- عصمنا الله من الفتن. وتلى هذه البلاد بلاد الفرويين «1» ، ومن غرائب بلدهم أن عندهم بركة عظيمة يجتمع فيها الماء، ينبت فيها نبات أصله أبلغ شئ فى تقوية الجماع والمعونة عليه، وملك ذلك البلد يشح على إخراجه من بلده لئلا يصل منه إلى غيره شئ، وله من النساء عدد كثير، فإذا أراد أن يطوف عليهن أنذرهن من قبل ذلك بيوم، ثم استعمل ذلك الدواء، فلا يكاد ينكسر عن الطواف عليهن كلهن. وقد أهدى له بعض الملوك المجاورين لبلده هذه هدية نفيسة، واستهداه شيئا من ذلك العود، فعاوضه على هديته وكتب إليه أن المسلمين لا يحل لهم من النساء إلا القليل، وقد خفت عليك أن أبعث بهذا الدواء فلا تقدر على إمساك نفسك فتأتى ما لا يحل لك فى شريعتك، ولكنى بعثت لك عودا يأكله العقيم فيولد له. وببلاد الفرويين يبدل الملح بالذهب لعدمه عندهم، وفى هذه البلاد معادن الذهب، ترابه أحمر يستخرج كما يستخرج الحديد والرصاص والنحاس والفضة ببلادنا.
ذكر بلاد غانة وما جاورها من البلاد «2»
قيل إن غانة سمة لملوكها، وإنما اسم البلد أوكار «ا» «3» ، ووقع إلى كتاب ملكها إلى يوسف بن تشفين، نصه: إلى أمير أغمات، قال غانة؛