مخاطبات المعتضد نفذت إلى ابن طولون «ا» «1» بمصر وإلى اليسع بن مدرار والى سجلماسة فى طلبه. فلما خرج عبيد الله من مصر تنبه له فطلب فوجد راجعا قد طلب كلبا كان هرب لهم، فحمل إلى الوالى فذكر أنه صائد قد هرب «ب» له كلبه فطلبه، وشهدت له البينة بذلك وقيل أعطى للوالى ما كان معه من المال «ج» فأطلقه. ووصل لسجلماسة فنص عليه اليهودى كما قدمنا، وسجنه اليسع بن مدرار فى منزل أخته فى غرفة وكبله، وتبعه ولده القاسم فسجنه فى قرية بالقرب من سجلماسة؛ فخاطب أبا عبد الله الداعى وأعلمه بحاله من الأسر والخوف ورغب إليه فى استنقاذه، فاستنفر الداعى قبائل كتامة ومن استجاب لدعوته، وقصد سجلماسة فدخلها لحينه وفر اليسع فقتله طائفة من رعيته لحقد كانوا يجدونه له. ووصل الداعى من فوره لدار بنت مدرار واستخرج عبيد الله من سجنه وكسر كبله بيده وأركبه بغلة وكساه برنسه وقال لهم: هذا مولاى الإمام فهو مولاكم. فقال له عبيد الله: قل لهم هو المهدى بن المهدى سلالة الهداية، وسر من فورك واستخرج مولاك أبا القاسم من سجن عدو الله وعدو أوليائه. فنهض الداعى راحلا واستخرج أبا القاسم ابن عبيد الله وأركبه بغلة أخيه أبى العباس، واستخرج أهل سجلماسة من مواطنهم وقال لهم: لا يحل لكم أن تستوطنوا بلدا امتحن فيه الإمام؛ ففزعوا من سطوته لما عاينوا منه ما صنع باليهود كما قدمنا. فلما خرجوا معه أمر بسلبهم، ففتشوا كلهم رجالا ونساء وأخذ أموالهم وصرفهم: وقيل إنه تحصل له من التبر ومن الحلى وقر 120 جملا أدخلها رقادة وبايع بها لعبيد الله وأقامه وأدخله القيروان وبنى المهدية. فكان عبيد الله يتساكر ويقتل جواريه ويرمى بهن خارج القصر. وأظهر مذهبه الذي يزعم الشيعة أنه مذهب أهل البيت، فأنكر كتامة ذلك واجتمعوا مع الداعى وأخيه أبى العباس وكان مصمما فقال لهم الداعى إن الدعاء لأهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجب، وإن الإمام المهدى حق وإن الزمن مجهول عندى؛ وكنت ارتبت فى والد عبيد الله فكيف لا يرتاب