فانظر يا أخى تحديه وتهديه إلى استنزال الشيخ الزاهد «ا» بذكره لجنان عدن، وحور العين، إلى أن أصغى له حتى دس فى سمعه هذه الإبرة، وسرت إلى فهمه هذه السمعة الفاسدة، ولو كان عمل الشرّ «ب» مهلكا لفاعله لمجرد لهلك البكى لحينه بأقل منظوماته فيهم «ج» ، لأن نفوس أهل المغرب مجبولة على الاستنصار، وقيل الحقد مغربى «د» . وعلى الحقيقة فلا يجب أن يعاب أحد بشىء وضع فى جبلته «ر» وإنما يعاب المرء بما يحمله عليه نظره السيئ «س» الفكرة وتخلقه العقربى «ص» الكسبى. فهؤلاء قوم وضعوا فى مدينة عظيمة النعيم، رغدة المعايش، ومن شأن النفوس جلب المنافع لذاتها، وتحصيل شهواتها ولذاتها، فهم يتأبدون على التحصيل لجميع منافعهم الشهوانية الجسمانية، فمن كان مثلهم طلبهم بأن يسهموه منها وقدمنا [أن] المنع الجبلى فى طباع البشر، كما فى دفع المطالب له، فلزم طرده وزجره، فنتج من هذا تخليد هذه الشناعات «ط» ، وقبلتها النفوس المناسبة لها فخلدت، ولو كان الذي يطلبهم «ع» غير «ف» مثلهم، لما عرج ولا ألتفت إليهم، وهو كما قيل:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا «ك» سعيه ... فالناس أعداء له «ل» وخصوم

كضرائر «م» الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم

وذكرنا أنه كان فى الدولة اللمتونية رجال فضلاء، عقلاء علماء حلماء، وشهرتهم فيها أغنت عن ذكرهم «ن» . لكنى أردت أن أذكر شيئا من المدح، وأوصاف المدح والخير، وشيئا من الذم وأوصاف المذمومين، فمن محبيهم أبو بكر البكى، فهو ممن مدحهم، والجوزى، وغيرهم من الأحباء؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015