أطلب السبب الذي طلب عبدك ذو القرنين، فقيل له يا ولى الله وما السبب الذي طلب، قال ألا يعبد فى الأرض إلا الله وحده، وانصرف إلى إفريقية.
فلما دنا منها تفرق «ا» أصحابه عنه فوجا فوجا، فلما وصل إلى مدينة طبنة من نظر الزاب، أذن لسائر جيشه وبقى فى عدة يسيرة من أصحابه، وقد كان فى دخوله بلاد المغرب خطر على مدينة تهودة وعلى مدينة بادس، فرأى فيها قوة «ب» كثيرة من النصارى والبربر، وكانت فى ذلك الوقت أعظم مدن المغرب. فلما رجع قال أمر على مدينة تهودة «ج» وبادس، أعرف ما فيهما من القوة والجيش، فلما انتهى إلى مدينة تهودة «ج» اعتمده كسيلة بن أقدم وكان أميرها فى جيوش من الروم، وقد كان سمع تفرق جيش «د» عقبة عنه، وأقبلت عليه عساكر من البربر، فلما رآهم عقبة وأصحابه كسروا أجفان سيوفهم ورجعوا إليهم فقاتلوا حتى قتلوا «ر» جميعا رحمهم الله؛ وقبر عقبة اليوم بمدينة تهودة على مقربة منها بمرحلة.
مدينة بادس «س» «1» : وهى مدينة كبيرة، لها حصنان وأرباض واسعة وبسائط كثيرة ومزارع جليلة يزدرعون فيها الشعير مرتين فى السنة على مياه سائحة ونخل كثير وجميع الفواكه والثمار. وهى مدينة قديمة فيها آثار للأولين ولها مياه وعيون كثيرة، وبالقرب منها قيطون بياضة «2» وهو أول بلاد سماطة، ومنه تفترق الطرق إلى بلاد السودان وإلى القيروان وإلى بلاد الجريد وطرابلس وغيرها. وقيطون بياضة قرية كبيرة كثيرة النخل فيها تجتمع الرفاق، ومنها تخرج إلى جميع البلاد، وهى آخر بلاد الزاب.