مدينة بسكرة «1» : وهى مدينة كبيرة، وحواليها حصون كثيرة وقرى عامرة وهى قاعدتها «ا» ، ولها غابة كبيرة كثيرة النخل والزيتون وجميع الثمار، ببسكرة النخل لكثرته بها «ب» ، وفى جميع البلاد إنما يصيحون عليه «بسكرة» .

وأكثر تمرها الجنس المعروف بالكسبا وهو المعروف ببلاد المشرق وبمدينة الرسول عم وغيرها بالسيمانى «ج» ، وببسكرة أيضا جنس من التمر يعرف بالليارى وهو أبيض أملس وكان صاحب القيروان يأمر عماله بالمنع من بيعه، وبعث ما هناك منه إليه لطيبه وحسنه. ويشق غابة بسكرة نهر كبير ينحدر من جبل أوراس يسقى بساتينها ونخلها، وهو نحو 6 أميال فى غابة متصلة بالمدينة يشق غابتها وقراها. وبسكرة دار فقه وعلم، فيها العلماء. ومن قرى بسكرة قرية تسمى ملسون «د» ، ومنها كان أبو عبيد الله الملسونى، وكان عالما فقيها يحمل عنه العلم، وهو الذي أخبرنى أن فى طريق بسكرة جبلا وفيه كهف فيه رجل قتيل لم يعرف أحد من أى عهد هو «ر» ، ولم تغيره الدهور ولا تقادم الأزمان كأنما جراحه تقطر دما كأنه قد قتل من يومين، وتخبر الكافة عن الكافة والخلف عن السلف، أنهم كذا عرفوه منذ كانوا؛ وقد نقله «س» أهل تلك النواحى ودفنوه بأقبيتهم تبركا به ثم لم يلبثوا أن «ص» وجدوه فى الكهف على حاله، يحدث بذلك ثقات أهل النواحى، ويقال إنه من الحواريين. ذكر محمد بن يوسف فى كتابه أن هذا القتيل فى شق جبل بشرقى عين أو بان، وهذه العين عظيمة بين مدينة مرماجنة وبين مدينة سبيبة، وذكر أنه يخيل لرائيه أنه كما ذبح من يومه وإنه هناك من قبل فتح إفريقية ولم «ط» يذكر أمر نقله ودفنه. وقد ذكر المسعودى «2» رحمه الله، هذا القتيل والله أعلم بحقيقة أمره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015