قال الناظر: وصح عندنا أن قبيلة سليم المنقطعين فى صحراء طرابلس ينتجعون تمر هذه المواضع، ومنها يتعيشون، وإليها يلجأون عند المطلبة لهم وفيها يعتصمون؛ وسمعت هذا قبل الوقوف عليه بمنه «ا» .

ذكر بلاد الجريد من إفريقية

وإنما سميت بلاد الجريد لكثرة النخيل بها؛ وهى مدن كثيرة وأقطار «ب» «1» واسعة وعمائر متصلة، كثيرة الخصب والتمر والزيتون والفواكه وجميع الخيرات. وهى آخر بلاد إفريقية على طرف الصحراء.

وفيها المياه السائحة والأنهار والعيون الكثيرة. فأولها من جهة الساحل مدينة قابس وقد ذكرناها فى البلاد الساحلية.

مدينة حامّة مطماطة «2» : وهى مدينة قديمة مسورة، وعليها هزم الخليفة أبو يوسف- أدام الله تأييده- شقى ميورقة وأستأصل شأفته «ج» ؛ وسكانها قوم من البربر يعرفون «د» بمطماطة. وهى كثيرة التمر والزيتون والفواكه؛ وفى المدينة عين كبيرة شديدة الحرارة فإذا استقى منها الماء برد لحينه، ومنها يشربون ويسقون غابتهم وغلاتهم.

مدينة قفصة «3» : مدينة كبيرة قديمة أزلية، كان لها سور حصين من صخر جليل بأحكم صناعة يخال لرائيه أنه كما فرغ من عمله. ويقال إن الذي بناه شيبان «ر» غلام النمرود بن كنعان الجبار، وكان اسمه منقوشا على باب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015