أريس الواح «ا» ، وتنيس الواح، والواح الخارج، والواح صبروا؛ كلها لها اسم مثل هذا وأهلها مسلمون. وهى آخر بلاد الإسلام، بينهم وبين بلاد النوبة مراحل. وفى بعض مدن الواحات قبائل من لواتة، وإنما أهلها أقباط «ب» .
وزعموا أن فى أقصى بلاد الواحات بلد يقال له واح صبروا، لا يقع عليه إلا من ضل فى الصحراء، وفى النادر من الزمان. وأنه بلد عظيم كثير الخيرات من النخل والزرع وجميع الفواكه ومعادن الذهب، وأنه أخصب بلاد الدنيا وأن الواقع عندهم يكون «ج» فى أخصب عيش؛ فإذا أرادوا خروجه «د» من بلادهم، أروه «ر» طرف بلاده «س» فتاقت «ص» نفسه إليها، فلم يلبث عندهم ورحل كيفما «ط» استطاع. وقد وقع فى هذا البلد رجل من عرب بنى قرة، وبقى فيه مدة ورجع إلى بلاده، وأخبر بما رأى فيه من الخيرات وبما فى أيدى أربابه من الأموال، وليس لها مدافعة ولا بصر بالحرب ولا سلاح لأنهم لم يعهدوا الحرب. فأهاج «ع» ذلك أمير بنى قرة وكان اسمه مقرب بن ماض «1» ، وعزم على النهوض إليهم. فأعد أزودة كثيرة وماء كثيرا، وذهب فى الصحراء يطلب واح صبروا، وضل «ف» به الرجل الذي دخل ذلك البلد فوصل مدينة الواح الخارج فسأل عن واح صبروا. فقالوا كلهم: ما نعرف له طريقا ولا يجده إلا من ضل فى الصحراء فى النادر من الزمان، وهو كما ذكر لك وأكثر.
فخرج من الواح الخارج يطلب واح صبروا؛ فبقى يجول فى الصحراء مدة فلم يجده ولا قدر على الوصول إليه، فخاف نفاد الزاد فكر راجعا. فنزل فى رجوعه ذات ليلة ربوة من الأرض فى بهاء «ك» تلك الصحراء، فوجد بعض أصحابه فى نواحى تلك الربوة بيتا للأول، فبحثوا عليه فإذا هو لبن من نحاس أحمر، فزادوا فى البحث فوجدوا أساس سور من نحاس أحمر للأول. فأوقروا جميع ما عندهم من الظهر من تلك اللبن، وساروا حتى أتوا مدينة الواح الخارج فباعوا