وأمم دارسة؛ وأن تلك الأرض لم تكن صحراء وإنما كانت خصيبة عامرة. وأكثر طعامهم التمر، والكمأة تعظم بتلك البلاد حتى تتخذ فيها اليرابيع والأرانب أحجارا. ومن غدامس يدخل إلى تادمكّة «ا» «1» وغيرها من بلاد السودان.
مدينة زويلة «2» : مدينة كبيرة قديمة أزلية فى الصحراء، تقرب من بلاد كاتم «ب» وهى من السودان؛ وقد أسلموا بعد ال 500 من الهجرة [- 1106] وهى مجتمع الرفاق وإليها يجلب الرقيق، ومنها يخرج إلى بلاد إفريقية وغيرها من البلاد. ولما فتح عمرو بن العاص برقة وجبل نفوسة بعث عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة وافتتحها؛ وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين. وبلد زويلة كثير النخل والثمار، وبقربها قصر واجان «3» ، وهو قصر عظيم على رأس جبل فى طرف المغازه، وهو مثل المدينة؛ فسار إليه 15 يوما فنزل عليه وحاصره نحو شهر، فلم يقدر. فمضى أمامه على قصور كوار ففتحها، وأخذ ملكها فقطع أصبعه؛ فقال: لم فعلت فى هذا؛ قال عقبة: إذا نظرت إلى أصبعك لم تقاتل العرب «ج» . وفرض عليهم 360 رأسا ثم سألهم: هل وراءكم أحد فلم يعلموا ما وراءهم، فكر راجعا على قصور واجان ولم يتعرض له ولا نزل عليه «د» ، وسار 3 أيام. فلما رأوا أنه لم يتعرض لهم أمنوا وانبسطوا، فأقام عقبة بموضع يسمى اليوم ماء الفرس «4» ، فنفذ ماؤهم وأصابهم العطش حتى كاد يهلكهم.