أعدت لورود المحلات عليها- إذ [أن] وضعها على المجاز والمعبر «ا» - إلى حضرة مراكش كلأها الله. وعلى هذا المعبر قنطرة مركبة على 23 معدية، مدت عليها أوصال الخشب وصلبت عليها الألواح والفرش الوثيق الذي لا يؤثر فيه الحافر، تجوز عليها العساكر والمسافرون؛ وحولها يتصيد أنواع السمك والشابل «ب» . ويمد البحر فترتفع القنطرة ويتغطى الجسر، فتعوم عليه المراكب وترسو دونه الأجفان الكبار؛ وقل ما تسلم عند دخولها وخروجها لصعوبة «ج» المدخل، وهو مشهور عند أهل صنعة البحر. ويقابله من مراسى بر الأندلس وادى شلب «د» ، وبينهما فى البحر يوم وليلة. وهذه المدينة قد شرفها هذا الأمر العزيز وكرمها بما أحدثه فيها من المبانى الرفيعة والمنارة البديعة، وما هى وقت مرور المحلات عليها إلا من عجائب منتزهات الدنيا، لا سيما فى الأعوام الخصبة والفصول المعتدلة. وناهيك من ساحل طوله نحو الميلين وعرضه نحو الميل مملوء بالبشر، والزوارق فى الوادى بركابها، والمنارة المطلة، وعلاقات الثمار، وعقد الزيتون، وجدر الكرمات، وقبب «ر» الجلوس للسادات أيدهم الله ظاهرة، وقبلة الجامع وأكثر منارة ذلك الحصن المشرف ظاهرة من المدينة.

وما هى فى أوقاتها إلا أملح «س» من ديار مصر، وما يحكى عن دجلة والفرات؛ فإنا لله على الفناء والممات؛ ولله در من قال:

الناس مثل حباب ... والدهر بركة ماء

فعالم فى طفو ... وعالم فى انطفاء

وقد ذكرت البلاد الساحلية والتى تقرب من الساحل أو دونهما، مثل القيروان، للضرورة الباعثة على ذلك. ومن الناس من يرى أن طنجة آخر بلاد الساحل، ويعتقد أن بحر أقناش إنما مدخله من هناك حيث أشبر تيال «ص» «1» ؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015