الذي ذكروا لهم، فحفر المجوس موضعا من تلك المواضع التى زعموا فوجدوا على الخبء مطامير من الدخن فاستخرجوه، فلما نظر البربر من بعيد إلى صفرة الدخن ظنوه تبرا، فبدروا إليهم ونقضوا عهدهم وهرب المجوس إلى مراكبهم.
فلما أصاب البربر الدخن ندموا فرغبوا إلى المجوس أن يرجعوا إلى استخراج المال فأبوا؛ وقالوا: «قد رأينا منكم نقض العهد فلا نأمنكم أبدا» .
مدينة تشمّس «ا» «1» : وهى مدينة قديمة أزلية فيها آثار للأول؛ وهى على نظر واسع كثيرة الخصب والزرع والضرع. وهى تشبه بلاد الأندلس، وبقربها بحيرة كبيرة تسمى أمسنا، يصب فيها البحر 7 أعوام وتصب هى فى البحر 7 أعوام؛ وينقطع البحر عنها فتظهر فيها جزائر بينها غدران يتصيد فيها أنواع السمك. وبين البحر والبحيرة مسجد مقصود يسكن حوله النساك وأهل الخيرة، وأمرهم مشهور بتلك الجهات معروف.
مدينة سلا «2» : اسمها بالعجمى شلّة «ب» ؛ وهى مدينة أزلية فيها آثار للأول. وهى معروفة بضفة الوادى، متصلة بالعمارة التى أحدثها الخليفة الإمام أمير المؤمنين وآباؤه المكرمون. وقد كان اتخذ أرباب البلد العشريون وأولياؤهم مدينة بالعدوة الشرقية، وهى المعروفة الآن بسلا، فيها ديارهم بحومة الجامع؛ ولم يبق منه سوى المنار، وأما السقف كله فتهدم واحتمى الغرباء فى بنائه فى سنة 574 [- 1178] . وأمر الخليفة أبو يعقوب رضه ببناء مدينة كبيرة متصلة بالقصبة التى أحدثها الإمام أمير المؤمنين، وفى هذه القصبة جامع وقصور، وصهاريج الماء أمام الجامع وهو مجلوب من نحو 20 ميلا. وفى هذه المدينة المحدثة قيصارية عظيمة وحمامات وفنادق «ج» وديار كثيرة ومياه مطردة وسقايات ومنافع