قال الناظر: لما كانت هذه المدينة على ما وصفت، وكان فيها بقية صنهاجة الموتورين «ا» ، جعلوا يداخلون أمثالهم ممن وترت دنياه وأخراه، كأهل ميورقة المنقطعين فيها من أبناء جنسهم، فدهم بجاية منهم على بن اسحاق بن حمو بن غانية المسوفى «ب» سنة 580 [- 1184] أول ولاية الخليفة أمير المؤمنين أبى يوسف، أيد الله أمره وأعز نصره. وعاث فيها وفى ذواتها «ج» ودرج منها إلى قسطنطينية فطردته منها عساكر الموحدين، فتوغل فى بلاد الجريد، وعاث فيها، وسفك الدماء، وأخذ الأموال، وأباح الحريم، وفعل ما هو لائق بجدته «د» ووخامة مولده «ر» . فسارع لغزوه أمير المؤمنين، واستأصل شأفته «س» ، ومات- لعنة الله عليه- برشقة سهم على توزر، عقب سنة 584 [- 1189] «1» .

مدينة مرسى الدجاج «2» : مدينة أزلية على شاطئ البحر، والبحر يضرب فى سورها. وهى قديمة البناء وفيها آثار عجيبة للأول، ولها بساتين وجنات، وبها الطير المسمى بالسمانى كثير من البحر، ويقابلها «ص» جزيرة ميورقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015