نحو القامة ونصف، تغيب مرة تحت الأرض فى المواضع المرتفعة، فإذا جازت على المواقع المنخفضة، تكون على قناطر فوقها قناطر «ا» حتى تساوى السحاب علوا، وهى «1» من أغرب بنيان الأرض. وفى وسط المدينة صهريج كبير حوله، فى وقتنا هذا، نحو 1700 حنية «ب» سوى ما تهدم منها؛ وكان يقع فيه الماء المجلوب فى هذه القناة؛ ويخرج من هذا الصهريج إلى بعض تلك المواجل. ورأيت فى بعض أرجل تلك القناطر كتابة فى حجر، قيل إنها ترجمت فوجدت: «هذا من عمل أهل سمرقند» ؛ فانظر إلى سعة مملكة هذا الملك «ج» الذي جلب هذا الماء، وقيل إن ذلك الماء جلب فى 40 سنة «ج» ، ولو قيل فى 400 سنة لكان أعجب.
قال أبو جعفر أحمد بن ابراهيم المتطبب «2» ، فى كتاب مغازى إفريقية، إن موسى ابن نصير لما فتح جزيرة الأندلس، قال لهم: «دلونى على أسن شيخ عندكم» .
قال، فأتى بشيخ قد رفعت حاجباه عن عينيه بعصابة من الكبر، قال له موسى:
«من أين أنت يا شيخ» ، قال: «من إفريقية من مدينة قرطاجنة» . فقال له موسى:
«فما الذي سيرك هنا وكيف كان خبر قرطاجنة» ، قال له الشيخ: «بناها قوم من بقية العاديين، فسكنوها ما شاء الله، ثم خربت ألف سنة، فبناها أرمين الملك ابن الأزد بن نمرود الجبار، وجلب إليها الماء بالقناطر على الأودية، وشق «د» لها الجبال حتى أوصلها إلى مدينة قرطاجنة، فسكنها قومى ما شاء الله أن يسكنوها، إلى أن حفر إنسان أساس تلك القناطر، فوجد حجر عليه كتابة هى:
«ان هذه المدينة ستخرب إذا ظهر فيها الملح» . قال الشيخ فبينما نحن فى ندى «ر» قومنا جلوسا، إذا ملح على حجر قد عقد عليه؛ قال: «فتأملنا فإذا ذلك فى جميع المدينة، فعند ذلك رحلت إلى هنا» . وروى الثقات عن عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم «3» قال: «كنت أمشى مع عمى بقرطاجنة نتأمل آثارها، ونعتبر