فى جبل بين القبلة والمغرب، وهو يصب فى البحر. وبين مدينة قابس وبين البحر نحو 3 أميال وجناتها أكثر إلى البحر «ا» ، وهى كثيرة الثمار والموز بها كثير وليس بإفريقية موز إلا فيها؛ وفيها شجر التوت كثير ويربى بها الحرير، وحريرها أطيب الحرير وأرقه وليس يعمل بإفريقية حرير إلا بها. وهى مدينة فخيرة «ب» بحرية صحراوية، والحصراء منها قريبة، فيقال إنه ما اجتمع فى مائدة رجل 3 أشياء متضادة المواضع إلا فى مائدة من يسكن قابس: يجتمع فيها الحوت الطرى ولحم الغزال الطرى والرطب الجنى. فهى حاضرة هذا الإقليم وقطبه وروحه وقلبه، ومركز دائرته التى عليها يدور محيطه «ج» وبالاستناد إليه يتمهد رحبه، والله يعصمنا بعزته.

ذكر مدينة القيروان وكيفية وضعها سنة 47 من الهجرة «د» «1»

ولى «ر» معاوية بن أبى سفيان عقبة بن نافع القرشى على إفريقية فافتتحها فى 10 آلاف من المسلمين، ووضع السيف وأفنى من بها من النصارى. ثم قال، إنى أرى إفريقية إذا دخلها إمام تحرموا «س» بالإسلام، فإذا خرج عنها رجع كل من أجاب منهم عن دين الله، فهل لكم يا معشر المسلمين أن تتخذوا مدينة تكون لكم عز الأبد. فأجابه الناس واتفقوا على أن يكون أهلها مرابطين فيها؛ وقالوا نقربها من البحر ليتم الجهاد والرباط. فقال لهم عقبة: نخاف من ملك القسطنطينية؛ فاتفق رأيهم على موضعها، فقال: قربوها من السبخة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015