نجعل ذلك على قسمين: فالبلاد الساحلية أو ما يقرب من الساحل بمرحلة ونحوها بجهة؛ والبلاد التى تبعد «ا» من الساحل بمرحلة أو نحوها بجهة، ونضيف إليها ما كان «ب» فى الصحراء منها.
فمن مدينة الإسكندرية على الساحل عمائر كثيرة للعرب ولقبائل من البربر سكنوا فى تلك الأحياء إلى مدينة سرت. ومدينة سرت «ج» مدينة كبيرة قديمة على ساحل البحر، وأهلها أخس الناس «د» خلقا وأسوأهم معاملة، لا يبيعون ولا يبتاعون إلا بسعر قد اتفقوا عليه. وربما نزل المركب بساحلهم موسوقا بالزيت، وهم أحوج الناس إليه، فيعمدون إلى الزقاق الفارغة فينفخونها ويصففونها فى حوانيتهم، ليرى أهل المركب أن الزيت عندهم كثير بائر. فلو أقام أهل المركب ما شاء الله أن يقيموا، ما باعوا منهم إلا على حكمهم. وهم يعرفون بعبيد قرلة «ر» ويغضبون لذلك «1» .